الأربعاء، 24 سبتمبر 2014

"شهيد ناهيا" عمل بمكتب "السيسي" وقادته صدموا لمقتله



"رصاصة خاطئة" قضت على حياة الشاب الذي كان يستعد للاحتفال بخطبته بعد أيام وتحديدًا خلال عيد الأضحى، هكذا انتهت تحقيقات نيابة كرداسة حول مقتل محمد رمضان أبوسنة، الذي سقط برصاصة قاتلة في الصدر، مساء الاثنين، خلال ملاحقة قوات الأمن للمتظاهرين بقرية "ناهيا" بالحيزة، الشهيرة بتظاهراتها اليومية ضد الانقلاب.  لم يكن محمد الشاب البالغ من العمر 24 عامًا يعلم أنه بعد يوم عمل شاق ستكون نهايته في الحياة بتلك الطريقة المأساوية، لينضم إلى قائمة تضم ثمانية غيره من أبناء "ناهيا" سقطوا قتلى برصاص الأمن منذ أحداث الثالث من يوليو 2013، مضاعفًا من أحزان القرية الموجوعة بقتلاها وبنحو مائة معتقل آخرين بالسجون تحترق صدور أسرهم لوعة لفراقهم. شقيقه الأكبر أحمد يتحدث عن أخيه الراحل، وتفاصيل الساعات الأخيرة في حياته، قائلاً: "بالنسبة لمحمد كلنا عارفين أنه بيشارك مع الأولتراس في فاعلياته في ناهيا وفي منصة رابعة بناهيا باستمرار.. محمد كان أصغر إخواته لكنه أميز واحد فينا حقيقةً، لأنه كان بيتميز بهدوء وطيبة قلب معنا ومع كل الناس وكان ودودًا جدًا لاهله كلهم من اول بر والديه". كابوس مخيف يسترجع أحمد أحداثه.. "محمد رجع من الشغل الساعه 6 مساءً بعد ما كان بايت فى عمله رجع البيت حضر لنفسه غداه وقعد اتغدى وكان بيكلم خطيبته، لأنه كان جايب دهب فتحته يوم الخميس اللى فات والفاتحة كانت هتبقى 3 أيام عيد الأضحى، لكن قدر الله ما شاء فعل". وتابع "المهم دخل غير ملابسه وكان داخل ينام قعد اتكلم شويه مع أخيه الأكبر مننا وزوجة أخيه وتقريبًا كلم نص عيلته على مدار 24 ساعه قبل ما يخرج لقضاء الله". وأضاف: "محمد مدخلش ينام وغير ملابسه تاني وخرج أنا كنت في شقتي.. شويه لقيت صوت شماريخ أبويا دخل علي وقاللي ماتخرجش الداخلية بره جريت لبست الكاب وخرجت أبويا ماقدرش يمنعني لما خرجت لقيت محمد أخويا على شارع الصيرفي واقفين وسط الشباب وبنشوف الداخلية جايه ليه". واستطرد في روايته "لقيت عملية كر وفر من ثوار ناهيا الأحرار بيهتفوا كالعادة: "الداخلية بلطجية" وسط ضرب نار حي مكثف عليهم.. شوية لقيت أبويا خرج الشارع وبيشد في قلتله يا حج استهدى بالله.. ومحمد رد عليه يابا إحنا مش نسوان.. أبويا سبنا ودخل الشارع شوية والعمليه هديت عند شارع الصيرفي". "محمد كان رايح منطقة بحري عند خطيبته ربنا ما أذنش أنه يروح"، يستكمل شقيقه روايته: "عديت كوبري القنطرة مشي ورايا.. أنا دخلت في اتجاه سكة المدينة وهو دخل من اتجاه موقف الأتوبيس مشفنيش أنا مشيت إزاي.. لكن أخويا وطيبة قلبه اللي ميعرفاش غيري عرفت أنه كان ماشي ورايا وخايف علي بس راح في اتجاه وأنا في اتجاه". ومضى قائلاً: "لما ملقتش حاجة في شارع سكة المدينة رجعت على البيت.. أبويا قابلني على الشارع وأنا داخل قاللي روح هات محمد أخوك قلتله دلوقتي ييجي، إلا أن جاءني اتصال من صديق لي ولمحمد بيتصل وبيقوللي محمد أخوك انضرب بالنار فين ماقليش إزاي ماقليش". وتابع "خرجت من البيت زى المجنون أدور على أي حاجه اركبها ملقتش وصلت لحد مستشفى ناهيا لقيت دم على الارض سالت مين اللى اتعور قالوا واحد اسمه محمد أبوسنة أنا من ريحة الدم عرفت أنه الشهيد بإذن الله محمد (...) جريت ادور عليه بموتوسيكل واحد صاحبي اسمه إسلام طلعنا على مستشفى أحمد أنور مالقناش حد رجعت البيت أشوف حد يساعدني لقيت البيت كله عرف والعيلة كلها مجتمعة في الشارع عرفت منهم أنهم طلعوا على مستشفى أحمد سعيد في أبورواش، ومن هناك طالعين على مستشفى الهرم". لكن محاولات إنقاذه باءت الفشل ليجيء الاتصال الذي طالما تمنى ألا يستقبله أبدًا من أخيه الأكبر "قاللي ارجع البيت محمد أخوك توفاه الله". ما لا يعرفه الكثيرون عن محمد أنه قضى خدمته العسكرية في جهاز المخابرات العسكرية والاستطلاع بين عامي 2010 و2011 بمكتب عبدالفتاح السيسي، وقتما كان يرأس المخابرات الحربية وهو كما يقول شقيقه "كان بيحظى باحترام كل قيادات الجهاز مش هذكر أسماء لكن هم عرفوا بخبر وفاته والكل حزين عليه". لم يتفاجئ محمد ـ كما يقول شقيقه ـ بوصول السيسي إلى الحكم بعد إطاحته بالرئيس محمد مرسي، لأنه "من أقل الناس فى مصر اللى تعرف شخصية السيسي المريض بحكم مصر، ولذلك من أول لحظة كان ضده وقال كداب وكان بيحلم بالسلطة"، وحتى قبل إطاحته بمرسي يقول أحمد إن شقيقه كان واثقًا من ذلك، "قال السيسي هيمسك البلد والدنيا هتخرب ودا حصل بالفعل"، كما يقول.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق